مركز الارتباط بسماحة اية الله العظمى السيد السيستاني (دام ظله) في لندن واوربا والامريكيتين
بسم الله الرحمن الرحيم
استقبل سماحة السيد السيستاني (دام ظله) الاستاذ نوري المالكي المكلف برئاسة الوزارة الجديدة والوفد المرافق له، وجرى الحديث في هذا اللقاء حول الاوضاع الراهنة في البلد والمهام الجسيمة الملقاة على عاتق الحكومة المقبلة.
وفي هذا الصدد اكد سماحته على ضرورة ان تشكل الحكومة الجديدة من عناصر كفوءة - علميا واداريا- وتتسم بالنزاهة والسمعة الحسنة مع الحرص البالغ على المصالح الوطنية العليا والتغاضي في سبيلها عن المصالح الشخصية والحزبية والطائفية والعرقية ونحوها.
وشدد سماحته على ان من اولى مهام هذه الحكومة معالجة الحالة الامنية ووضع حد للعمليات الاجرامية التي تطال الابرياء يوميا خطفا وتعذيبا وتهجيرا وقتلا وتنكيلا وغير ذلك، ولهذا الغرض لابد من حصر جعل السلاح في ايدي القوات الحكومية، وبناء هذه القوات على اسس وطنية سليمة بحيث يكون ولاؤها للوطن وحده لا لأية جهة سياسية وغيرها.
واوضح سماحته ان من المهام الاخرى للحكومة المقبلة التي تحظى باهمية بالغة مكافحة الفساد الاداري المستسري في معظم مؤسسات الدولة بدرجة تنذر بخطر جسيم، فلابد من وضع اليات عملية للقضاء على هذا الداء العضال وملاحقة المفسدين قضائيا ايا كانوا.
كما نبه سماحته على ضرورة الاهتمام الجاد بتقديم الخدمات العامة وتوفير القدر الكافي من الكهرباء والماء الصالح للشرب والوقود ونحوها للمواطنين تخفيفا لمعاناتهم في هذه الظروف العصيبة.
وقال سماحته ان على الحكومة الجديدة ان تعمل كل ما في وسعها في سبيل استعادة سيادتها الكاملة على البلد سياسيا وامنيا واقتصاديا وغير ذلك، وعليها ان تسعى بكل جد لازالة اثار الاحتلال.
وذكر سماحته ان من الضروري اقامة افضل العلاقات واوثقها مع دول الجوار كافة على اساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والتعاون في مختلف المجالات بما يخدم مصالح شعوب المنطقة جميعا.
وتمنى سماحته كل التوفيق والنجاح للحكومة المقبلة مشددا على ان نجاحها نجاح للجميع واخفاقها -لا سمح الله- سيصيب الجميع بالضرر البليغ، لذلك فلابد من التكاتف والتعاضد بين القوى السياسية وسائر الاطراف المعنية لانجاح هذه الحكومة وتمكينها من اداء مهامها على الوجه الصحيح.
واشار سماحته الى ان المرجعية الدينية التي لم ولن تداهن احدا او جهة فيما يمس المصالح العامة للشعب العراقي العزيز ستراقب الاداء الحكومي وتشير الى مكامن الخلافية كلما اقتضت الضرورة ذلك وسيبقى صوتها مع اصوات المظلومين والمحرومين من ابناء هذا الشعب اينما كانوا بلا تفريق بين انتماءاتهم وطوائفهم واعراقهم.
وعقب على ذلك السيد رئيس الوزراء المكلف بانه مصمم على تشكيل حكومة قادرة على القيام بمسؤوليتها المشار اليها ويتطلع الى تعاون الجميع معه في هذا المجال.
مكتب سماحة السيد السيستاني- النجف الاشرف
28 ربيع الاول 1427هـ