مركز الارتباط بسماحة اية الله العظمى السيد السيستاني (دام ظله) في لندن واوربا والامريكيتين
بسم الله الرحمن الرحيم
( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين )
السلام عليك يا أبا عبد الله وعلى الأرواح التي حلت بفنائك
في هذا اليوم الحزين، العاشر من محرم الحرام ، ذكرى استشهاد الإمام الحسين، وأهل بيته وصحبه الميامين عليهم السلام امتدت الأيادي الآثمة لتستهدف جموع المعزين والزائرين في مدينتي كربلاء والكاظمية المقدستين، وارتكبت مجازر ما أبشعها وأفظعها، خلّفت مئات الضحايا بين شهيد وجريح وبينهم عدد كبير من النساء، والأطفال من العراقيين وغيرهم .
لقد قـدّر الله تعالى أن تكون كربلاء محلا ً للبلاء ورمزا ً للفداء ومدرسة قائمة على مرّ القرون والأجيال، يستمد منها أبناء الإسلام أروع دروس الصبر واصدق آيات الإيمان وأعظم مثل التضحية في سبيل المبدأ دون أدنى حرص على الحياة والبقاء.
وهكذا كانت كربلا ء اليوم ، وانضمت إليها الكاظمية المقدسة، حيث توزّعت على ثراهما الطاهر أشلاء المئات من محبي أئمة أهل البيت عليهم السلام، المتمسكين بخطـّهم السائرين على نهجهم في تحدي الطغاة والإنكار على الظالمين والمنحرفين .
إن الكلمات لتقصر عن إدانة هذه الجرائم النكراء، التي باء بآثامها من تجردوا من كل القيم والمبادئ السامية ، فسفكوا الدم الحرام في الشهر الحرام وفي أشرف البقاع وأقدسها حرم الأئمة الأطهار عليهم الصلاة والسلام .
وإننا في الوقت الذي نحمّل قوات الاحتلال مسؤولية ما يلاحظ من التسويف والمماطلة في ضبط حدود العراق ومنع المتسللين ، وعدم تعزيز القوات الوطنية المكلفة بتوفير الأمن وتمكينها من العناصر الكفوءة وتأمين حاجتها من الأجهزة والمعدات اللازمة للقيام بمهامها ندعو جميع ابناء الشعب العراقي العزيز إلى مزيد من الحذر والتنبّه لمكائد الأعداء والطامعين ونحثهم على العمل الجاد لرصّ الصفوف وتوحيد الكلمة في سبيل الإسراع في استعادة الوطن الجريح سيادته واستقلاله واستقراره .
نسأل الله العلي القدير أن يتقبل الضحايا الكرام في الشهداء ويحشرهم مع الإمام الحسين (ع) ويمّن على ذويهم بالصبر الجميل والأجر الجزيل وعلى الجرحى والمصابين بالشفاء العاجل انه سميع مجيب .
مكتب السيد السيستاني - النجف الاشرف
10 محرم الحرام 1425 هـ