مركز الارتباط بسماحة اية الله العظمى السيد السيستاني (دام ظله) في لندن واوربا والامريكيتين

زيارة سماحة السيد الكشميري والوفد المرافق له الى شرق اسيا

بتاريخ 18/5/2009 انهى السيد الكشميري والوفد المرافق له زيارته لكل من تايلند ونيوزيلندة وكوريا الجنوبية واليابان.

وكان قد استهلها بـبانكوك فزار مسجد الامام علي (ع) ومسجد وحسينية الزهراء (ع) في المنطقة القديمة ومسجد صاحب الزمان (عج) خارج العاصمة ومدرسة الامام الخوئي (قدس سره) واطلع على بعض برامجها من الشيخ شريف هادي مسؤول المدرسة والقى كلمة توجيهية بطلبة الحوزة بمناسبة استئناف العالم الدراسي الحالي، حثهم فيها على الجد والاجتهاد في طلب العلم ليكونوا مستقبلا مبلغين وموجهين على الساحة، كما اوصاهم بسعة الصدر والتحلي بالخلق والاخلاق العالية. وحمل اليهم دعاء وتوجيهات مقام المرجعية وانها دائماً في رعاية طلبة العلم اينما كانوا كما اوصى الاساتذة بهم في ارشادهم لمطالعة الكتب النافعة لملأ فراغهم ان وجد. وقد رافقه في هذه الزيارة الى جانب الوفد مجموعة من شخصيات ووجهاء بانكوك ثم ودع بمثل مااستقبل.

وتوجه بتاريخ 6/5/2009 الى نيوزيلندة للالتقاء بالجالية الاسلامية وافتتاح مسجد الامام علي (ع) الذي ساهمت المؤسسة في انشائه الى جانب عدد من المحسنين وهو اول مسجد يؤسس لاتباع اهل البيت (ع) في المنطقة وكان يوم افتتاحه يوماً مشهوداً حضره العلماء ورؤساء المؤسسات والمراكز الاسلامية وجمع غفير من المؤمنين من مختلف القوميات وقام المسؤل الاداري بتسليم مفتاح المسجد الى سماحة السيد الكشميري بصفته ممثلاً للمرجعية على ان يعين من يشاء اماماً فيه ليؤم المؤمنين الصلاة ويقيم الندوات وينشأ حوزة علمية للرجال والنساء للحاجة الملحة هناك لتعليمهم الاحكام الشرعية والعقائدية والاخلاق الاسلامية وغيرها مما يحتاجه المؤمنون وابنائهم في المنطقة. وبعد استلام المفتاح عاد فسلمه الى سماحة العلامة الدكتور السيد زهير الاعرجي ليكون الامام والامين عليه ويتحمل كافة المسؤليات الدينية الانفة الذكر.

كما زار في اليوم الثاني مركز المصطفى (ص) الذي يديره ثلة من الشباب المؤمن من طلبة الجامعات العلمية وغيرهم وتحدث اليهم عن مقامات الزهراء (ع) ومظلوميتها حيث البرنامج كان يوم وفاتها (ع). وحث الجميع خصوصاً الاخوات المؤمنات على الاقتداء بها عليها السلام كونها هي القدوة لهن لانها سيدة نساء العالمين، وقال على المرأة المؤمنة ان لا تتأثر هنا بالاجواء المحيطة بها من اغراءات وزخارف دنيوية زائلة بل عليهن الاخذ بالجوهر الثمين من اخلاق الصديقة (ع) وان تكون القدوة لهن في تربية ابنائهن وصون ازواجهن وان لاتغريهن القوانين المسنونة بحجة حمايتهن من تسلط ازواجهن عليهن. وبعدها اجاب على مختلف الاسئلة التي وجهت اليه.

وفي اليوم الثالث من زيارته زار مركز اهل البيت (ع) الذي فيه مختلف الانشطة للشباب لغرض ابعادهم عن الاماكن المفسدة لهم. وتحدث عن اهمية تربيتهم واهتمام اولياء الامور بشؤنهم الدينية والعقائدية وقد دام اللقاء معهم قرابة ثلاث ساعات متحدثاً ومجيباً على اسئلتهم المختلفة.

وبعدها توجه الى كوريا الجنوبية تلبية لدعوة المؤمنين هناك حيث التقاء بهم في (حسينية حيدر الكرار) وهو المكان الوحيد لهم في العاصمة – سيؤل. وتحدث عن اهمية ولاية اهل البيت (ع) واثارها الدنيوية والاخروية وازال بعض الشبهات العالقة في اذهان البعض حول الشهادة الثالثة والتي كانت منشأ الاختلاف بين بعضهم، فوحدهم عليها والف بين قلوبهم على حب الله ورسوله واهل بيت النبوة (ع) واشار الى انهم عليهم السلام هم المعنيون بالصراط المستقيم وهم عدل الكتاب المشار اليهم بحديث الثقلين والتمسك بهم منجي من الحيرة والضلالة. كما زار المسجد المركزي في سيؤل والتقى بامام المسجد وحثه على اداء رسالة المسجد ومنها نشر الوحدة والالفة بين المسلمين وبيان محاسن الدين الاسلامي للكوريين لتشويقهم للدخول في الاسلام ووضح له بان الرسول (ص) كان مجلسه جامعا لمختلف القوميات والتوجهات مما كان سبباً لنشر الاسلام في الكرة الارضية بوقت قصير حتى وصل الى كوريا اليوم. وكرر عليه القول بان من واجبات العلماء الحفاظ على وحدة المسلمين وتوفيت الفرصة على الاعداء الذين يريدون تقويضها.

وفي آخر محطة له والتي كانت طوكيو العاصمة اليابانية، حيث اقيم البرنامج في حسينية سيد الشهداء (ع) وهو المكان الوحيد للمؤمنين في كل طوكيو فكانت تلك الليلة فريدة من نوعها حيث تجمع العشرات من مختلف القوميات حتى ان البعض منهم قطع مئات الاميال للمشاركة والحضور.

واكد على الحاضرين بان يتحلوا بالاخلاق الفاضلة والصفات الحميدة ليعكسوا الوجه الصحيح عن الاسلام والمسلمين حتى يكونوا المصداق الامثل لقول الامام الصادق - كونوا دعاة لنا بغير السنتكم ..

وتحدث سماحته باللغات الثلاث (عربية, فارسية, اردية) عن مختلف اوجه المعرفة كما اكد على الاهتمام بالمسائل الاسرية والصلاة بين العوائل التي تكاد تكون معدومة في المجتمع الياباني حتى ان الاسرة اليابانية إذا زوجت ابنتها يكون يوم زفافها آخر لقائها بوالديها وبالاسرة كلها فلاتزورهم ولايزورنها ولن تراهم ولن يروها ويتساوى في هذه الظاهرة الريئس والمرؤس فحذر السيد المسلمين خصوصا المتزوجين من يابانيات من ان ينتقل اليهم هذا الداء. وقارن بين هذه الظاهرة وبين نظام الاسرة في الاسلام الذي يحث المسلمين على التزاور والتواصل والاحسان الى الوالدين وبرهم وصلة الارحام وتفقدهم. كما اكد على المسلمين التعلم من اليابانين اخلاصهم واتقانهم للعمل وبراعتهم في الاختراعات وتقدمهم في التكنلوجيا والتقنية العالية في مختلف الوسائل الدنيوية حتى لينقلوا هذا التطور والتقدم الى بلدانهم الاسلامية ليستفيدوا منها.

واختتمت الجلسة بالاسئلة المختلفة، وبمصيبة الزهراء (ع) من قبل احد الراثين المقيمين هناك.

وزار في اليوم الثاني من اقامته في طوكيو المسجد الكبير للاتراك الذي بني قبل عشر سنوات على الطراز الاسلامي الحديث وتجول في طوابقه الثلاثة واطلع على المدرسة والمكتبة واستمع الى شرح مفصل من امام المسجد وعن انشطته اليومية والاسبوعية وفي مقدمتها صلاة الجمعة التي يكتض بها المسجد وساحاته فاوضح السيد له باننا نأمل منك ومن غيرك بأن لا يحرم المسلمون في خطابك واحاديثك من عطاء اهل البيت عليهم السلام وتراثهم الذي هو عطاء لكل البشرية الى جانب بيان سيرتهم واخلاقهم واحاديثهم المثلى وسيرة المتقين من السلف الصالح التي تمثل الى جانب سيرة ائمة اهل البيت عليهم السلام الوجه الامثل للاسلام وان يوضح لهم ان ما تركوه لا يقتصر على الاحكام الاسلامية بل تعداها الى مختلف العلوم والفنون وضرب له مثلا مدرسة الامام الصادق (ع) التي تخرج منها مئات العلماء والطلبة حتى بلغوا في اوائل القرن الثالث الهجري 4000 عالماً بما فيهم ائمة المذاهب الاربعة وكان الامام ابو حنيفة يفتخر ويقول (لولا السنتان لهلك النعمان) إشارة الى ما اخذه من جعفر بن محمد الصادق (ع) واكد على امام المسجد ان يسعى الى الوحدة بين المسلمين على اختلاف مذاهبهم طالما الرب واحد والنبي واحد والقبلة واحدة وان لا ينحاز عن الموضوعية في خطبه واحاديثه وشدد على الاهتمام لمن يدخل في الاسلام ويرى هذا النور الساطع ان تعمق فيه الروح الاسلامية وتعليمه الاحكام الدينية بدءا من اصول الدين وفروعه وانتهاءً بادنى مفردة من مفرداته وان يكون دخوله في الاسلام ناتجا عن قناعة ووعي حتى يكون وجهاً ناصحاً من وجوه المسلمين ولا يكون عالة عليهم.

هذا وتعتبر جولة ممثل المرجعية هي الاولى في تاريخ المرجعية بزيارته لشرق آسيا خصوصاً البلدان التي زارها.

وتشكر المؤمنون من سماحة السيد المرجع مد ظله على هذه اللفتة الكريمة منه وحملوه رسالتهم اليه بأن لا ينساهم من الدعاء ومن هذه الزيارات خاطفة وطالبوه بدعمهم في انشاء مسجد هناك ليكون مكملا للمساجد الثلاثة عشر في طوكيو.