مركز الارتباط بسماحة اية الله العظمى السيد السيستاني (دام ظله) في لندن واوربا والامريكيتين

ممثل المرجعية العليا في اوربا يجيب على التساؤل عند البعض :
• لماذا الاصرار على اقامة الشعائر الحسينية واحياء الزيارة الاربعينية في كل عام؟

جاء حديثه هذا بمناسبة حلول ذكرى اربعينية الامام الحسين (ع) والحشود المتوجهة من خارج العراق وداخله صوب مدينة كربلاء، متناسين كل الامهم واحزانهم واعمالهم في سبيل احياء هذه الشعيرة، فما هي الاسباب والدوافع لذلك؟
الجواب للامور التالية:

1- الثقيف والتوعية من خلال اقامة هذه المراسم وتجديد البيعة مع الامام الحسين (ع) ونبذ الظلم ومحاربة الظالمين الفاسدين والدعوة الى نهجه وبيان اهدافه وحقانياته وسيرته المباركة وتضحياته من اجل الاسلام والمسلمين ولكي نتعلم معالم الدين والمذهب في مدرسته وتعليم الاخرين علوم اهل البيت (ع) التي امرنا بتعليمها.

2- تخليد الثورة الحسينية حتى لا تنسى الامة تلك النهضة العظيمة وحتى لا ينسى او يتناسى التاريخ الملحمة الكبرى والنهضة المباركة، وتبقى حية نابضة على مر الدهور.

3- التفاعل الفردي والاجتماعي مع هذه النهضة المباركة وحصول حالة التأثر والحزن من خلال استذكار حوادثها الاليمية والظلم الذي جرى على ابطال هذه الملحمة بما فيهم الاطفال والنساء.

4- الاعلام الرسالي الهادف، حيث نقوم من خلال اقامة العزاء الحسيني وتسير المسيرات والمواكب وغيرها من صنوف الشعائر الحسينية بنشاط اعلامي متميز نقوم من خلاله بالتاثير الايجابي على راي العالم وتوحيد الصفوف ورصها امام الاعداء ، ومن الواضح انه من خلال العمل الاعلامي والتظاهر الواعي والاستنكار ورفع الصوت في وجه الطغاة ، فلا يكفي الحزن القلبي وذروف الدموع في زاوية البيت، ولذلك لا بد لنا ان نأخذ بعين الاعتبار جميع الاهداف والمقاصد وان نعطي كلا منها ما تستحقه من العناية والاهتمام ، وان نعرف بان الهدف من اقامة الشعائر الحسينية لا ينحصر في المشاركة في المجالس والبكاء والحزن القلبي كما هو واضح.

5- ان نتعلم علوم اهل البيت (ع) من خلال هذه المجالس والاستماع الى المحاضرات النافعة من الخطباء والمبلغين الواعين وتعليمها الاخرين ، فان الناس اذا استمعوا اليها احبوا اهل البيت (ع) وانشدّوا الى الاسلام المحمدي.

6- زيارتنا للحسين (ع) هي تعبير عن مبايعتنا للخط الصادق في الاسلام ، وانتمائنا إليه ، والحسين وإن لم يكن له وجود خارجي شاخص ، إلا أن له وللائمة منهجا معروفا ومميزا وهو مستمر إلى يومنا هذا وللمستقبل يتمثل في المرجعية الدينية الشيعية ، وامتداد خط الحسين (ع) هو في التمسك بها ، فإنهم ـ كما ورد ـ ( حجة الله عليكم ) .

7- إن الأعداء اليوم ـ وقد عرفوا قوة المرجعية الكامنة وثقة الناس بهم ـ يجهدون غاية الجهد في إضعافها ، بالتشويه والدعايات الكاذبة ، وسيخيب ـ في الأخير سعيهم ـ بفضل الله ، كما خاب سعي السحرة في زمان موسى وقال الله سبحانه على لسان النبي موسى ((ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين)) ، كذلك نقول لهؤلاء : إن الله سيبطل سعيكم إنه لا يصلح عمل المفسدين ، ولكن ينبغي أن لا يقع المؤمن ـ إلى ذلك الوقت ـ في الحيرة على أثر ضلالاتهم.

8- إن هذه المسيرة المليونية وهذا الاجتماع العظيم من أقطار الأرض المختلفة ، ليذكرنا بالامام المهدي (عج) وكيف يصلح الله أمره ، وكيف تجتمع إليه القلوب والنفوس ، من نقطة الصفر إلى الملايين ، ومن اللا شيء إلى كل شيء .. نسأل الله أن يدرك بنا أيامه ويبلغنا ظهوره ، ويجعلنا من أنصاره إنه على كل شيء قدير .

9- وفي الختام .. يا من وفقكم الله إلى زيارة الامام والسعي إليه ماشين وراكبين ، وذلل كل العقبات لكم في هذا الطريق حتى وصلتم إلى تلك البقعة الطاهرة ، احمدوا الله ربكم واشكروه أن يسر لكم ما تعسر على غيركم حتى يزيدكم من فضله وعطائه، واذكروا اخوانكم المؤمنين ممن لم يتيسر لهم ذلك مع شدة رغبتهم ، وأشركوهم في دعائكم وزيارتكم ، حتى يستجاب لكم ويثابوا بفضل زيارتكم .

نسأل الله لكم حسن الزيارة ، وتمام القبول ، والعودة بالسلامة ، إنه على كل شيء قدير .
((وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون))