مركز الارتباط بسماحة اية الله العظمى السيد السيستاني (دام ظله) في لندن واوربا والامريكيتين
خلال تواجده في العراق، زار سماحة العلامة السيد الكشميري العتبتين الحسينية والعباسية في كربلاء المقدسة، حيث التقى بكادرهما مشيدا بدورهم في خدمة الزوار سواء في المناسبات الخاصة أم الأيام العامة لا سيما سماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ الكربلائي المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة.
وقال سماحته: إن زيارة أهل البيت (ع) والصديقين والشهداء وأولي العلم والفضل عن قرب وعن بعد، من الشعائر الإلهية التي درج عليها المسلمون منذ عهد النبي (ص) وإلى يومنا هذا، وقد أُسس لمفهوم الزِّيارة وأدبها وحدودها والتبرك والاستشفاع بساكنيها إلى الله تعالى بالعديد من الأدلة. فهي عملية تربوية يتذكر فيها الإنسان أولئك الذين اصطفاهم الله سبحانه وفضلهم على جميع البشر، وهي رحلة تربوية إيجابية للنفس تحد من طموحها الدنيوي وطول أملها، وتطهرها من الطمع والجشع وطول الأمل، وحب الدنيا الذي هو رأس كل خطيئة.
وأشار سماحته الى ان استحباب الزيارة لا يختص بالمناسبات المخصوصة كالنصف من شعبان وعرفة وعاشوراء والأربعين والمولد النبوي الشريف ويوم الغدير وغيرها، وإنما تستحب الزيارة في كل أوقات السنة، ففي النصوص النبوية والروايات المروية عن أهل البيت (ع) تأكيد واضح على أهمية ذلك ومنها :
عن رسول الله (ص) - لما سأله الحسن بن علي (ع) يا أبتاه ما جزاء من زارك؟ -: يا بني من زارني حيا وميتا أو زار أباك أو زار أخاك أو زارك كان حقا علي أن أزوره يوم القيامة فأخلصه من ذنوبه.
وعن الرضا (ع): إن لكل إمام عهدا في عنق أوليائه وشيعته وإن من تمام الوفاء بالعهد وحسن الأداء زيارة قبورهم، فمن زارهم رغبة في زيارتهم وتصديقا بما رغبوا فيه كان أئمتهم شفعاءهم يوم القيامة.
وعن الصادق (ع): من زار الحسين (ع) عارفا بحقه كتب الله له ثواب ألف حجة مقبولة، وألف عمرة مقبولة وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.
وغير ذلك من الروايات التي تواترت عن النبي (ص) والعترة في هذا المضمون. وقد ذكر كثيراً منها ابن قولويه في كامل الزيارات فليراجع لمزيد الاطلاع.
هذا وقد تزامن وصول سماحته والوفد المرافق له إلى الحرم المطهر في الوقت الذي كانت الهيئة المشرفة تباشر تعطير الضريح المقدس فسنحت له الفرصة لأداء الزيارة والصلاة في داخله والدعاء للمسلمين والمؤمنين في ذلك المكان الطاهر بقضاء حوائجهم وشفاء مرضاهم وتسهيل أمورهم الدنيوية والأخروية.