مركز الارتباط بسماحة اية الله العظمى السيد السيستاني (دام ظله) في لندن واوربا والامريكيتين
قال الإمام الصادق في دعائه لزوار الحسين (ع):(اللهم إن أعداءنا
عابوا عليهم خروجهم فلم ينهم ذلك عن النهوض والشخوص إلينا خلافا
عليهم فارحم تلك الوجوه التي غيرتها الشمس وارحم تلك الخدود التي
تقلبت على حفرة أبي عبد الله (عليه السلام) وارحم تلك الأعين التي
جرت دموعها رحمة لنا وارحم تلك القلوب التي جزعت واحترقت لنا وارحم
الصرخة التي كانت لنا، اللهم إني أستودعك تلك الأنفس وتلك الأبدان
حتى نوافيهم على الحوض يوم العطش).
بحمد الله ولطفه قضى المؤمنون أيام شهر المحرم بشوق ولهفة لإحياء
ذكرى عاشوراء وتنسموا نفحات الموسم الحسيني وانتفع عشرات الملايين
منهم في مختلف بقاع العالم بالتوجيهات الدينية والمواعظ الإرشادية
التي ألقاها خطباء المنبر الحسيني أعزهم الله ووفقهم وقد توجهوا
الآن إلى إحياء ذكرى أربعينية الإمام الحسين(ع) وثمة أمور ينبغي
على الزائرين الكرام ألا يغفلوا عنها:
١- أن يستفيد الزائرون من تلك الساعات الإيمانية فينشغلوا بذكر
الله عز وجل أو الاستماع إلى آيات القرآن الكريم والمحاضرات
الدينية الهادفة والعزاء الصادق.
٢- ليكن عليهم أثار القادمين إلى عزاء سيد الشهداء(ع) والمتأثرين
بمنهاجه ، ولهذا ينبغي للمعزي وهو في طريقه إلى كربلاء ألا يمزح
أو يتضاحك ، أو تكون المرأة مهملة ـ لا سمح الله - لبعض الشؤون
الواجبة من التستر والاحتشام. فإنه إذا كان العزاء والزيارة
مستحبين مؤكدين فإن التستر والاحتجاب عن الأجانب واجب مؤكد.
٣- إن الإمام الحسين(ع) إنما قام بنهضته المباركة من أجل قيام
الدين والالتزام به فليكن مسيرنا إليه خطوة مؤكدة اضافية في
الالتزام الديني والشرعي ، ومن ذلك الاهتمام بأمر الصلاة في أول
وقتها ، فلا يصح هنا أن نؤخر الصلاة عن وقتها بزعم مواصلة المشي
والسير ، فإن ذلك يخالف ما كان عليه الامام وأصحابه ، حيث صلى
الظهر في أول وقتها مع أن الاعداء لم يقبلوا بوقف القتال ! وليسع
المؤمنون إلى إقامة الصلاة جماعة فإنها من المستحبات المؤكدة التي
ينبغي المحافظة عليها في جميع الأوقات. وليكن هذا الطريق وهذه
الرحلة مناسبة للانطلاق إلى رحاب الالتزام الكامل بالشريعة
الاسلامية وأحكامها وأخلاقها ، حتى نكون حقيقة من أنصار الحسين
(ع).
٤- زيارتنا للحسين عليه السلام هي تعبير عن مبايعتنا للخط الصادق
في الاسلام وانتمائنا إليه ، والحسين وإن لم يكن له وجود خارجي
شاخص ، إلا أن له وللائمة منهجا معروفا ومميزا وهو مستمر إلى يومنا
هذا في المرجعية الدينية الشيعية ، وامتداد خط الحسين(ع) هو في
التمسك بها ، فإنهم - كما ورد - ( حجة الله عليكم)..
إن الأعداء اليوم - وقد عرفوا قوة المرجعية الكامنة وثقة الناس بهم
- يجهدون غاية الجهد في إضعافها ، بالتشويه والدعايات الكاذبة ،
وسيخيب ـ في الأخير سعيهم - بفضل الله ، كما خاب سعي السحرة في
زمان موسى وكما قال الله سبحانه على لسان النبي موسى ( ما جئتم به
السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين ) ، كذلك نقول
لهؤلاء : إن الله سيبطل سعيكم إنه لا يصلح عمل المفسدين ، فينبغي
أن يكون المؤمن واعيا ملتفتا إلى ذلك.
٥-إن هذه المسيرة المليونية وهذا الاجتماع العظيم من أقطار الأرض
المختلفة ، ليذكرنا بالإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف وكيف
يصلح الله أمره ، وكيف تجتمع إليه القلوب والنفوس ، من نقطة الصفر
إلى الملايين ، ومن لاشيء إلى كل شيء .. نسأل الله أن يدرك بنا
أيامه ويبلغنا ظهوره ، ويجعلنا من أنصاره إنه على كل شيء قدير.
وفي الختام .. يا من وفقكم الله إلى زيارة الامام والسعي إليه
ماشين وراكبين ، وذلل كل العقبات لكم في هذا الطريق حتى وصلتم إلى
تلك البقعة الطاهرة ، احمدوا الله ربكم واشكروه أن ييسر لكم ما
تعسر على غيركم حتى يزيدكم من فضله وعطائه واذكروا اخوانكم
المؤمنين ممن لم يتيسر لهم ذلك مع شدة رغبتهم ،وأشركوهم في دعائكم
وزيارتكم ، حتى يستجاب لكم ويثابوا بفضل زيارتكم..
كتب الله لكم حسن الزيارة ، وتمام القبول ، والعودة بالسلامة ..
إنه على كل شيء قدير
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى
أصحاب الحسين