مركز الارتباط بسماحة اية الله العظمى السيد السيستاني (دام ظله) في لندن واوربا والامريكيتين

ممثل المرجعية العليا في اوربا يعزي العالم الإسلامي بشهادة الامام الحسين (ع)
• ويدعو المؤمنين في المجالس الحسينية إلى رفع المصاحف قياما ليلة العاشر من محرم الحرام مع تلاوة سورة منه بصورة جماعية احتجاجا على من انتهك حرمة القران
• ويدعو المؤسسات والمجامع العلمية إلى تكثيف طباعة القران بمختلف اللغات لتزايد الطلب عليه بعد هذه الحادثة

جاء حديثه هذا في ديوان الكفيل في العاصمة البريطانية وإليكم نصه:
من المؤسف والمخزي ونحن نعيش في القرن الواحد والعشرين أن تقوم دولة تدعي التمدن بالموافقة على حرق كتاب سماوي مقدس بحجة حرية الرأي ، في الوقت الذي نرى فيه القران يحترم كل الأديان والمعتقدات والكتب السماوية وينهى عن التعرض بالتنقيص لرموز الديانات الأخرى ((قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)).
بل يأمر المؤمنين بأن ينزهوا ألسنتهم عن سب آلهة المشركين حتى لا يسبوا الله ((وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ)).
وقد رأينا قانون الأمم المتحدة يحرم ويجرم نشر الكراهية بين البشرية لما يسببه من مساس بحرية الاخرين فضلا عن التعدي على المقدسات السماوية.
في حين يأتي انسان حاقد ! ومدفوع من قبل جهات معادية للاسلام لإيجاد التفرقة بين الأمم ، فيقوم بحرق كتاب مقدس ، يعتنقه اكثر من ملياري مسلم في العالم ، وذلك بموافقة رسمية من قبل الدولة التي لجأ اليها .
إن مثل هذا الاجراء مخالف للأوامر السماوية والقوانين الدولية ، ولا مجال لاعتبار حرية الراي هنا لما يسببه من إهانة للمقدسات والتعدي على حرية الاخرين .
فلهذا نطالب كل أحرار العالم وكل الكيانات الدينية والاجتماعية والسياسية بالوقوف ضد هذه الجريمة ، وندعوهم جميعا إلى احترام الكتب السماوية والرموز المقدسة . وعلينا أن نفرق بين الحرية الواعية المسؤولة التي لا تتعدى على حرية الاخرين ، والحرية اللامسؤولة والتي تتجاهل مقدسات الاخرين وحرياتهم ، كما نطالب المنظمات الدولية بتجريم ومحاسبة هؤلاء حفاظا على السلم الاجتماعي والسلام العالمي.

ومن هذا المنطلق نشكر الحكومة العراقية والحكومات الأخرى على ما قامت به من اجراء يتوافق مع الحدث.
على اننا نعتقد ان مثل هذا الفعل لا يمس بقدسية القران ومقامه فان الله سبحانه وتعالى حافظه وحارسه من كل سوء ومكروه لقوله ((إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)).
وتجدر بنا الإشارة إلى أن هذه الحادثة وإن تسببت في جرح مشاعر ملايين البشر ولكن كما يقول القائل (رب ضارة نافعة) لأن العالم أصبح يتطلع إلى قراءة القرآن واكتشاف ما فيه من كنور علمية ومعارف مختلفة نافعة للبشرية جمعاء.
فعلى المؤسسات العلمية والعالمية أن تقوم بترجمته ونشره بمختلف اللغات نظرا لتزايد الطلب عليه بعد هذا الحادث.
هذا ((ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين))