مركز الارتباط بسماحة اية الله العظمى السيد السيستاني (دام ظله) في لندن واوربا والامريكيتين

مجلس التابين الذي اقامته مؤسسة الامام علي (ع) - لندن في رحيل العلامة الدكتور الشيخ محمد حسين الصغير

اقامت مؤسسة الامام علي (ع) مجلس الفاتحة على روح الفقيد الراحل العلامة الدكتور الشيخ محمد حسين الصغير مساء الاثنين 16 كانون الثاني 2023م
وقد توافد المعزون بأعداد غفيرة من مختلف الطبقات على ديوان المؤسسة من السادسة وحتى الساعة العاشرة والنصف وكان البرنامج كالتالي:
تلاوة من الذكر الحكيم
قصيدة للشاعر نزار الحداد

كلمة للدكتور بهاء الوكيل تحدث فيها عن مسيرة حياة الفقيد منذ أيامه الأول، مؤكدا على دوره المهم في أيام النظام البائد في خدمة المؤمنين والسعي الى قضاء حوائجهم، الى جانب مواقفه الجريئة في المناسبات التي كانت تعقد آنذاك في مواليد الائمة (ع) في كل من كربلاء والنجف والكاظمية، وكانت قصائده من القصائد الرائدة التي عرفت بجرأته الأدبية، بالإضافة الى مواقفه الأخرى التي تعرض لها.

ثم تحدث العلامة السيد مرتضى الكشميري عن شخصية الفقيد وعلاقته الخاصة به، وكانت اخر زيارة له قبل شهرين، فكان طريح الفراش بسبب تعاظم المرض عليه الذي كانت وفاته على اثره، بعد عمر ناهز الثمانين عاما قضاها بالدرس والتدريس في الحوزة العلمية، ليلتحق بعد ذلك بكلية الفقه، ثم واصل الدراسات الاكاديمية لينال شهادة الماجستير والدكتوراه حتى اصبح الأستاذ الأول في جامعة الكوفة، ثم نال درجة الاستاذ الأول المتمرس عام 2001م وهي ارقى الدرجات التي تمنحها الجامعات الرصينة في العالم.

وقد اعتمده السيد الحكيم (قده) عندما جاء الى النجف الاشرف وفد من علماء السنة يضم المرحوم الشيخ عبد العزيز البدري وعدد من هيئة علماء بغداد طالبين منه (قده) ان يبعث برسالة الى الرئيس المصري جمال عبد الناصر لتوقيف حكم الإعدام الذي صدر بحق سيد قطب بعد صدور كتابه (في ظلال القران)، وبالفعل ارسل السيد الحكيم (قده) رسالة يطلب فيها الغاء حكم الإعدام او تخفيفه، واعتمد الشيخ الصغير (ره) في نقلها، ولكن اعتذر الرئيس جمال عبد الناصر آنذاك للسيد المرجع لوصول الرسالة اليه متأخرة بعد ان تم تنفيذ الحكم والا لما نفذ بحقه.

كما اعتبر السيد الكشميري ان من اهم خدمات الفقيد هي خدمته لمنبر سيد الشهداء (ع) حيث مارس الخطابة في اوائل حياته في بعض دول الخليج، وقال سماحته جمعتني واياه سنة من السنين في البحرين فشاهدت مجالسه حافلة بالحضور.

ومن خدماته الأخرى كتبه التراثية عن سيرة اهل البيت (ع) من أهمها كتابه عن حياة الامام الصادق (ع) والذي اعتبره من اهم من كتب عن حياة الامام (ع).

وكان اخر مشاريعه هو تفسير القران، والذي طالما تمنى ان يمتد به العمر لإنجازه، حتى نقل عنه انه انشد سماحة اية الله العظمى السيد السيستاني (مد ظله) بيتين من الشعر قائلا:
بلغت من عمري سبعينا          وكنت لا اءمل خمسينا
فالحمد لله على فضله          ان زاد في عمري عشرينا

فطلب سماحة السيد (مد ظله) ان يزيد فيها، فأرتجل قائلا:
وانني اطمع في لطفه          ان يجعل السبعين تسعينا

هذا وقد افته المنية يوم الاثنين 15 جمادى الاخرة 1444هـ الموافق 9 كانون الثاني 2023م ، ووري جثمانه الثرى صباح الثلاثاء في الحنانة في مرقد كميل حيث مجمع قبور الاولياء والصلحاء من أصحاب امير المؤمنين (ع) وغيرهم . وقد رثاه بعضهم بأبيات قائلا: العلم يبكيك أم تبكي لك الكلمُ          أم القوافي أم القرطاس والقلم
أم الغري وقد ضجت نوادبه          أم العراق وقد أشفى به الألمُ
تنعى نَداك نَوادٍ كنت بهجتَها          ونورَ غرّتها إن ماجت الظلمُ
يا راحلاً في فم الدنيا مآثرُه           وفي حواني الحشى من فقده ضرمُ
فارقد بجنب عليّ إن تربته           غوث الورى وبها تُستمطَر الديم


وبوفاته فقدت الحوزة والجوامع العلمية ومجالس العلماء والادباء ومراكز البحوث والتحقيق والتفسير والجامعات العراقية شخصية علمية فذة قل نظيرها في الادب والتأليف خصوصا فيما كتبه عن اساطين المرجعية العليا.

كما تقدم بواجب العزاء الى أخيه الشيخ أبي ذر الصغير وانجال الفقيد واسرته بان يتغمد المرحوم بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويحشره مع الائمة الطاهرين (ع).

وختم المجلس بالعزاء على ابي عبد الله الحسين وكان السيد علي السعبري هو الخطيب لهذه الخاتمة حيث اجاد في تعزيته على الحسين (ع).

نسأل من الله سبحانه وتعالى ان يعوضنا عن هذه الخسارة التي فقدتها النجف والمجامع العلمية.

فرحمك الله يا أبا جعفر يوم ولدت ويوم عشت ويوم تبعث حيا.
((انا لله وانا اليه راجعون))